اللصوص والكلاب ؟ !

عنوان مقتبس من رواية “اللص والكلاب” للأديب الكبير صاحب جائزة “نوبل” للآداب نجيب محفوظ والتي كتبها في سنة 1961 ثم حولت إلى فيلم سينمائي في 1962 من إخراج “كمال الشيخ” وبطولة “شكري سرحان”.
وكانت رواية اللص والكلاب من أشهر روايات نجيب محفوظ بعد الثلاثية، ومثلت هذه الرواية بداية مرحلة جديدة في أدب نجيب محفوظ وهي المرحلة الفلسفية في كتاباته، هذا للتذكير فقط.
مقالي، هذه المرة عنوانه “اللصوص والكلاب” وهو يرمز لمرحلة حكم “المال الفاسد” والذي مازال يصارع من أجل العودة إلى الواجهة والتأثير في عديد المجالات السياسية الاقتصادية وحتى الإعلامية، والمال الفاسد حر طليق برغم سجن أغلب أصحابه وكذالك فإن نفوذهم لازال قويا وكلابهم لازالت تنبح بإيعاز وبالوكالة من طرف الخونة والعملاء وأصحاب المهام القذرة و”قوم تبع” من حزب الجبناء.
إذن اللصوص والكلاب هو عنوان لمرحلة سوداء قاتمة من تاريخ الجزائر، نهبت فيها أموال الشعب من طرف شرذمة خليفة المافيا السياسية المالية والتي تغلغلت في القطاع الإعلامي وكانت تعين وتقيل وتهمش كل وطني حر لا يسبح بحمد “اللصوص” فكانت تهمشه وتبعده من المشهد، واليوم تحرض عليه كلابها الضالة والمسعورة والجرباء بإيعاز من منظومة الفساد التي تحاول التموقع من جديد عن طريق زرع عملائها للتشويش والتأثير على “الرأي العام” أو بقايا العامة.
الخطة مكشوفة والشبكة معروفة، فالسقوط في “بئر سبع” تحصيل حاصل، وهنا لا يجب الخلط بين الشرفاء والمعارضين الأوفياء للوطن والمهنيين المخلصين للمهنة وللوطن وحقهم في المعارضة والاختلاف غيرة على الوطن فلا يزايد عليهم أحد وإنما الكلاب التي بدأت تتحرك لتتموقع من جديد، نقول لها مثلما قال الشاعر “ابن الرومي”:
فأين منك الحياءُ قل لي يا كلبُ والكلب لا يقولُ
والكلبُ من شأنه التعدّي والكلبُ من شأنه الغلولُ
مقابح الكلب فيك طرّاً يزولُ عنها ولا تزولُ
وأنت من أهلِ بيْتِ سوءٍ قصتُهم قصةٌ تطولُ
وجوهُهم للورى عِظات لكن أقفاءهم طبولُ
اليوم، نشهد حملة على الشرفاء هدفها ضرب الجزائر الجديدة وفك الخناق على رموز الفساد وإلهاء البعض بالتفاهات والأكاذيب تنفيذا لتعليمات أسيادهم من وراء القضبان، إنها المافيا “الاقتصادية الكلبية”، لكن الجزائر قوية برجالها الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا.



