برلمان سنة أولى حضانة !
المتتبع لنقاشات نواب برلمانهم الموقر حول الغيابات وجوازات السفر الدبلوماسية وجوازات سفر الحج، يعرف أن أغلب هؤلاء جاؤوا إلى البرلمان لقضاء حوائجهم ومصالحهم لا غير.
لا حديث ولا نقاش عن مشاكل المواطن ولا عن مستقبل الوطن..، وإنما الحديث عن مزيد من الامتيازات لنواب “الفساد” ومزيد من الصفقات العمومية لكي يزدادوا غنى وثراء على حساب المواطن المغلوب على أمره، ولإرسال أبنائهم للدراسة في الخارج فكيف نطلب منهم مناقشة قرارات بن غبريت وأولادهم يدرسون خارج الوطن؟ فليسوا معنيين بمجازر “بن غبريت” في المنظومة التربوية.
نواب “الشكارة” همهم الوحيد الاقتراب من الوزراء لقضاء مصالحهم ومصالح ما ملكت أيمانهم والحصول على القروض البنكية وشراء الذمم، أما نواب “سنة أولى حضانة” فهمهم جوازات سفر الحج وتحسين وجبات المطعم وزيادة في الأجور، أما جوازات السفر الدبلوماسية فهي مطلب نواب المال الفاسد لتهريب العملة والتباهي أمام الخلق لأنهم يسافرون كثيرا لتفقد عائلاتهم بالخارج لأنهم هنا كمتعاونين اقتصاديين فقط، أما أسرهم فتقيم بباريس ولندن واسبانيا…
هذا هو حال برلمان التعيينات والتجوال السياسي وأثرياء القروض البنكية وتجار “الشنطة”، الذين أصبحوا بين عشية وضحاها من وجهاء القوم وهم في الأصل من حثالة القوم والفضلات السياسية وبقايا التهريب.