ما يجب أن يقال: الو.م.أ، الرؤساء والدولة العميقة ؟ !

بقلم #جمال_بن_علي
تعدد الرؤساء الأمريكيين وتعددت المهام والدولة واحدة وهي الدولة العميقة التي تحدد لكل رئيس جديد مهمته الفعلية وشعار عهدته الذي يقرره “الاستابليشمنت” وهو منبثق من المبادئ والقيم التي قامت عليها الولايات المتحدة الأمريكية والمصالح الجيوسياسية والجيواستراتيجية التي تقتضيها ظروف المرحلة.
فمثلا الرئيس جورج ولكر بوش ورقة طريقه ومهمته كانت إبراز قوة الو.م.أ وهيمنتها على العالم فكُلّف بغزو العراق وتدميره ورمزت عهدته إلى عهدة القوة وجاء بعده باراك أوباما فكانت مهمته تحسين صورة الو.م.أ التي تأثرت بعد غزوها للعراق وما تبعها من فضائح وانتهاكات سجن أبو غريب وغيره، فأوباما يرمز إلى الحلم الأمريكي، فكيف لرجل من أصول إفريقية أن يصبح رئيسا للو.م.أ، وهذا هو الحلم الأمريكي الذي جسّده أوباما شعارا خلال فترة حكمه.
أما الرئيس المثير للجدل دونالد ترامب فالمهمة الأساسية التي كلف بها هي جلب الأموال بأي طريقة إلى الخزانة الأمريكية وهو ما حصل ودوره كرجل أعمال “بيزنسمان” رأت فيه الدولة العميقة رجل المرحلة وهو يجسد كذلك أحد مبادئ الو.م.أ وهي الليبيرالية وقوة المال وبإمكان رجال المال والأعمال أن يحكموا الو.م.أ وهو ما حصل.
أما الرئيس الحالي ونائبه كمالا هاريس فهما كذلك يجسدان إحدى قيم ومبادئ الو.م.أ الأساسية التي هي حقوق الإنسان وحرية التعبير وهو أساس الديمقراطيات، وهذا ما قررته الدولة العميقة والاستابليشمنت لهذه المرحلة، فهذه هي أقوى دولة في العالم لا مكان فيها للصدف ولعنصر المفاجأة عكس ما يظنه الكثير.
صحيح الرؤساء ينتخب عليهم ديمقراطيا وبكل شفافية لكن المرشحين هم من اختيار الدولة العميقة وهذا حصل ويحصل منذ تأسيس الو.م.أ عام 1783 بعد حرب الاستقلال التي خرجت فيها برقعة محدودة بـ 13 ولاية وقوة بشرية لا تزيد عن 4 ملايين نسمة وكانت تلك النواة التي نمت بسرعة لتصبح أقوى دولة في العالم في فترة 150 سنة ولا زالت إلى يومنا هذا تحت رعاية الدولة العميقة.
بقلم #جمال_بن_علي



