ما يجب أن يقال: إفريقيا والحروب الجيوإستراتيجية؟!

بقلم #جمال_بن_علي
افريقيا قارة تتقاطع فيها المصالح وتتصارع فيها الخصوم وتتجاذب فيها التحالفات الجيوإستراتيجية ، إفريقيا كانت قارة تنهب منها الثروات وتختبر فيها الأدوية الجديدة ،لأن الدول العظمى كانت تنظر للأفارقة على أنهم بشر من الدرجة الثانية وفئران تجارب ، وكل الفيروسات والأمراض كان يروج لها على أن إفريقيا هي بلد المنشأ ، لكن اليوم مع بروز جيل جديد من القادة الأفارقة ومع التطور الحاصل في بعض الدول من ديمقراطية وتنمية وسوق استهلاكية واعدة ، كلها عوامل أسالت لعاب دول عظمى أخرى على غرار العملاق الصيني والدب الروسي وتركيا الحالمة بعودة مجد الإمبراطورية العثمانية.
اكتُسٍحت إفريقيا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا فتقاطعت مصالحها ومشاريعها مع الإمبراطوريات الإستعمارية السابقة وعلى رأسها فرنسا العجوز و الو. م .أ و الكيان الصهيوني أو حصان الطروادة ، كل هذه القوى ترغب في الإستحواذ على خيرات القارة من ماس وذهب وبترول وفسفات وحديد ويورانيوم، ثروات تنهب على حساب مصالح الأفارقة الإقتصادية والجيواستراتيجية وحتى الأمنية، وهذا بإحداث و استحداث بؤر توتر وحالة اللاإستقرار وانقلاب ببعض الدول نتائج كل هذا تخدم قوى بعينها على حساب أخرى في حروب جيواستراتيجية من الجيل الحديث والجيل الرابع.
وما يحدث في الساحل الإفريقي ، ليبيا وإثيوبيا ومزاعم سد النهضة وحركة “تيغراي” والوضع في غينيا وإفريقيا الوسطى ، تكون تارة بزرع الفتن والحروب الإثنية والطائفية والعرقية وتارة بحجة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وزرع المليشيات المسلحة والمرتزقة بأجندات دقيقة أعدت في مراكز THINK TANK العالمية ، وأخرى تدخل في سياق أدبيات سياسات دول حولت إفريقيا إلى ساحة صراع إستخباراتي دولي يذكرنا بنادي SAFARI وكذلك إفريقيا تحولت إلى ساحة حرب عالمية إقتصادية لقوى عظمى تنظر إلى إفريقيا على أنها سوق إستهلاكية ويد عاملة رخيصة لسلع وبضائع أجنبية.
فهل تتوحد إفريقيا فيما بينها عبر الإتحاد الإفريقي للتفاوض باسم القارة ووفق مصالح القارة ككيان واحد بدل القرارات الفردية التي تصب كلها لمصلحة الآخر ببيادق سياسية وصلت إلى السلطة عن طريق إنقلابات ومرتزقة هدفها خدمة أسيادها مقابل حفنة من الدولارات ، ولذلك يجب توحيد القرار السياسي في القارة الإفريقية والبداية تكون بإبعاد إسرائيل من الإتحاد الإفريقي كمراقب أو كمؤثر في قرارات الإتحاد والتفاوض مع القوى الكبرى وفق سياسة رابح رابح وفق المصالح الجيواستراتيجية للقارة ، لا على حساب مصالح الشعوب الإفريقية ، فزمن الوصاية ولى وزمن تجارة الرقيق أصبح من الماضي ومثلما كان يقول الزعماء مانديلا ، بومدين وناصر.. إفريقيا للأفارقة.
بقلم #جمال_بن_علي