
رســــالة غــزة
مـــراسلنـا من غزة: طارق حمدية
استقبل المواطنون في قطاع غزة، عيد الأضحى المبارك لهذا العام، بجيوبٍ فارغة وفرحة تلاشت، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ ما يقارب 16 عامًا، والذي تغلغل في كافة مناحِ الحياة، اضافة إلى غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وشُح الامكانيات.
وعلى الرغم من الأوضاع المعيشية الصعبة، إلا أن المواطنين يحاولون صبغ الأجواء بالفرح والسرور، وممارسة الطقوس الخاصة بهم، والتي تبدأ من شراء الملابس واعداد الحلويات، وذبح الأضاحي، والزيارات الاجتماعية.
ويعتبر كعك العيد، والفسيخ، وطبق السماقية، وطهي لحم الأضاحي من أهم طقوس العيد في قطاع غزة، حيث تقوم السيدات بإعداد الكعك المحشو بالعجوة والمكسرات، وشراء الحلوى لإستقبال الضيوف في أيام العيد.
وتعد صلاة العيد وذبح الأضاحي والزيارات بين الأهل والأقارب، والتواصل بين الأرحام من أبرز السمات التي تُميز أيام العيد، حيث تعتبر احياء لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحفاظًا علي عاداتٍ وتقاليد توارثوها منذ القدم عن الآباء والأجداد.
وفي ذات السياق، يقول المواطن جميل عوض (67 عام) للجزائر دوبلوماتيك: “أبدأ يومي بالذهاب إلى الصلاة في العراء والتكبير في الشوارع، مصطحبًا معي أبنائي وأحفادي لنشعر بالفرحة، ومن ثم نذهب لذبح الأضحية والانطلاق من بعدها لزيارة الأهل والأقارب، وتوزيع الأضحية والعيدية على الأطفال والنساء”.
وأضاف: “لا طعم للعيد بدون الطقوس الخاصة به، مثل كعك العيد وذبح الأضاحي وتوزيع العيديات وصلة الأرحام”.
ويختلف العيد عما ذكر المواطن جميل، عند الفقراء والمحتاجين، الذين لا تدخل الفرحة معظم بيوتهم، كما الحال عند المواطنة صبحية أحمد (45 عامًا)، والتي تذمرت من سوء الحال وقلة الامكانات، الأمر الذي منعها من شراء مستلزمات العيد، مضيفة أن العيد حل علي بيتها دون أن يطرق بابه أحد.
وتواصل حديثها قائلة: “لم أتلقى مساعدة الشؤون الاجتماعية منذ فترة تزيد عن العام، وليس لدي أي مصدر دخل آخر أعيل منه أسرتي”.
ويعيش في قطاع غزة، حوالي 2 مليون نسمة، معظمهم يقع تحت خط الفقر، ويعاني القطاع من ارتفاعٍ في معدلات البطالة بنسبة تتربع على عرش الوطن العربي، ويعتاش عدد كبير منهم على مساعدات ومنح وهبات تُصرف لهم من قِبل مؤسسات دولية مانحة لتعزيز صمودهم.