آخر الأخبار
وزير الصحة يقدم الإسعافات لمسافر على متن رحلة جوية نحو تمنراست عطاف يجري مُحادثات مع وزراء خارجية عدد من الدول الشقيقة والصديقة من القارات الخمس بنيويورك قناة "العربية": بين التطبيع وزرع الفتنة والأجندات الخفية عطاف يجري بنيويورك محادثات ثنائية مع المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة عطاف يجري بنيويورك محادثات ثنائية مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بعمليات السلام وزير الصحة البروفيسور محمد الصديق أيت مسعودان ينزل إلى الميدان .. والبداية من المناطق الحدودية الجنو... عطاف يجري بنيويورك محادثات ثنائية مع نظيره الألماني الوزير البروفيسور محمد صديق آيت مسعودان يواصل زيارته الميدانية إلى ولاية ان قزام عطاف يجري بنيويورك محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة السيد عطاف يجري بنيويورك محادثات ثنائية مع نظيره الروسي وزير الصحة البروفيسور محمد صديق آيت مسعودان يعاين منشآت صحية بولاية تمنراست رئيس الجمهورية يمنح وسام الاستحقاق الوطني للسفير عمار بن جامع رئيس الجمهورية يؤكد أن الدولة الفلسطينية قائمة لا محالة رئيس الجمهورية يؤكد التزامه بالشروع بدء من 2026 في إدراج زيادات جديدة في الأجور والمنح رئيس الجمهورية يشيد بأداء الدبلوماسية الجزائرية ويعلن عن منح وسام الاستحقاق الوطني للسفير عمار بن جا... رئيس الجمهورية الباب مفتوح لفلاحة عصرية متوجهة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في عديد الشعب الاستراتيجية رئيس الجمهورية يؤكد أن الجزائر على الطريق الصحيح ويدعو إلى التجند ضد محاولات استهدافها عطاف يجري بـنيويورك محادثات مع المستشار الرفيع لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية لـإفريقيا عطاف يجري بنيويورك عدة محادثات ثنائية الأمم المتحدة/مجموعة ال77 المطالبة بتكريس مبدأ التمثيل العادل للدول النامية في مختلف المؤسسات الدولي...
واحـد من النـاس

عبد الحميد شرفاوي: صناعة الدواء في خدمة السيادة الوطنية والكرامة الإنسانية

في زمن تتصاعد فيه التحديات الصحية والاقتصادية، يبرز اسم عبد الحميد شرفاوي، الرئيس المدير العام لمُخبر فراتر-رازس، كأحد أعمدة الصناعة الصيدلانية في الجزائر. رجل لا يكتفي بتحقيق الأرقام والنجاحات في مجال الأدوية، بل يضع نصب عينيه الإنسان والوطن معًا، في معادلة نادرة تجمع بين الكفاءة الصناعية والرسالة الإنسانية.
من هو عبد الحميد شرفاوي؟
يشغل عبد الحميد شرفاوي منصب الرئيس المدير العام لمخبر فراتر-رازس الجزائر، وهي شركة دوائية خاصة يقع مقرها في العاصمة الجزائرية، وتنشط في مجال إنتاج الأدوية المتطورة، وعلى رأسها البدائل الحيوية . وقد عُرف شرفاوي كرائد وطني في القطاع الصيدلاني، وصاحب رؤية ثاقبة نقلت الصناعة الدوائية الجزائرية إلى مصاف جديدة من الاستقلالية والابتكار.
الإنجاز الصناعي: من الاستيراد إلى السيادة في 28 سبتمبر 2020، دشّن شرفاوي أول وحدة وطنية لإنتاج البدائل الحيوية في الجزائر، وهي تقنية دوائية حديثة تعتمد على المواد البيولوجية المُستخرجة من الخلايا، وتُستخدم لعلاج أمراض مزمنة وخطيرة مثل السرطان وأمراض الدم.
المنتج الأول الذي خرج من هذه الوحدة كان دواء “فارينوكس” وهو مضاد للتخثر كان يُستورد بنسبة 100% من الخارج، بكلفة سنوية تُقدّر بحوالي 60 مليون يورو. وبفضل الإنتاج المحلي، تم توفير هذا المبلغ من الخزينة العمومية، وتحقيق خطوة ملموسة نحو السيادة الدوائية.
يقول وزير الصناعة الصيدلانية آنذاك، لطفي بن باحمد: “هذا المنتج كان مستوردًا بالكامل، وكلف الخزينة العامة ما يقارب 60 مليون يورو سنويًا، واليوم ننتجه محليًا بجودة تضاهي المنتج المستورد.”
شرفاوي لم يكتف بهذا الإنجاز، بل وضع استراتيجية لرفع طاقة الإنتاج من 15 إلى 18 مليون وحدة سنويًا، إلى 48 مليون وحدة عند الحاجة، وهو ما يجعل شركته قادرة على تلبية السوق الوطنية وتصدير الفائض.

الاعتماد على الكفاءات الوطنية
واحدة من الركائز الأساسية في فلسفة شرفاوي الصناعية هي الاستثمار في الإنسان الجزائري. فمشروع البدائل الحيوية الذي أطلقه تم تطويره بالكامل بكفاءات جزائرية محضة، خريجي الجامعات والمعاهد الوطنية، دون أي اعتماد على الخبرات الأجنبية.
وقد أكد في أكثر من مناسبة أن “الصناعة لا تستورد فقط آلات، بل تُبنى بكفاءات بشرية تملك روح البحث والابتكار”. ولهذا، تحوّلت شركة فراتر-رازس إلى فضاء لتكوين المهندسين الصيادلة والباحثين الشباب، مما يجعلها رافعة لتطوير المورد البشري إلى جانب الإنتاج.
التصدير والانفتاح الإقليمي
نجاح المشروع محليًا لم يُوقف طموح شرفاوي، بل دفعه إلى خوض غمار التصدير نحو أسواق عربية وإفريقية، منها ليبيا، مصر، السنغال، وغينيا. ويجري حاليًا التحضير لدخول أسواق أوروبية من خلال اتفاقيات مع شركات أجنبية وشهادات مطابقة دولية.

وتتطابق المنتجات التي تصنعها الشركة مع معايير الجودة الأوروبية، مما يمنحها قدرة تنافسية قوية، خصوصًا في ظل حاجة الأسواق النامية إلى أدوية حيوية بأسعار معقولة وفعالية عالية.
رؤية مستقبلية للصناعة الحيوية
يرى عبد الحميد شرفاوي أن الانتقال من الأدوية الكيميائية التقليدية إلى الأدوية الحيوية يُمثّل تحولًا استراتيجيًا للصناعة الصيدلانية الجزائرية. فهو لا يكتفي بإنتاج أدوية، بل يسعى إلى بناء منظومة علمية متكاملة، تشمل البحث والتطوير، التصنيع، وضمان الجودة، مما يسمح للجزائر أن تكون منتجًا ومصدرًا للدواء، بدل أن تظل مستوردة ومستهلكة فقط.
وفي المرحلة المقبلة، تهدف الشركة إلى تطوير وإنتاج ما بين أربعة إلى خمسة أدوية حيوية جديدة، تُستخدم في علاج أمراض خطيرة، مما سيُعزّز مكانة الجزائر في السوق الدوائية الإقليمية والعالمية.
البعد الإنساني: صناعة الأمل إلى جانب الدواء
بعيدًا عن الأرقام والنجاحات الصناعية، يُعرف عبد الحميد شرفاوي أيضًا ببصمته الإنسانية الهادئة والمستمرة، حيث لم يغفل قط عن مسؤوليته الاجتماعية، مؤمنًا أن الصناعة الوطنية لا تكتمل إلا بخدمة الإنسان الضعيف والمحتاج.
خلال أزمة كوفيد-19، سخّر جزءًا من طاقة الإنتاج لتوفير أدوية وأجهزة دعم الحياة مجانًا للمستشفيات العمومية في ولايات الداخل والهضاب العليا.
كما ساهم في تمويل حملات للكشف المجاني عن الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم في المناطق الريفية بالشراكة مع جمعيات محلية.
وتولّى عبر شركته التكفل برعاية عدد من الأطفال المصابين بأمراض مزمنة نادرة، من خلال توفير العلاج والدعم النفسي والعائلي لهم.
ويُعرف بدعمه الصامت والدائم لأسر الشهداء والمتقاعدين من قطاع الصحة، وخاصة الصيادلة القدامى، عبر مساعدات مادية أو من خلال توفير أدوية مكلفة دون مقابل.
يقول أحد العاملين المقربين منه: “الإنسان في فلسفة السيد شرفاوي ليس مجرد مريض يُعالج، بل كرامة يجب أن تُصان”.
خاتمة: رجل الأعمال الوطني بضمير اجتماعي
تمثّل رحلة عبد الحميد شرفاوي في قيادة شركة فراتر-رازس انعطافًا نوعيًا في المسار الصيدلاني الجزائري، فهو لا يقتصر على إدارة شركة فحسب، بل يقود مشروعًا وطنيًا للصناعة الدوائية الذاتية. إن إطلاق أول بديل حيوي محلي (فارينوكس)، واستثماره في الكفاءات الوطنية، والتطلع نحو التصدير الفعّال، يجسد أسس السيادة الصحية والتنمية الصناعية المستدامة.
وفي ذات الوقت، تُظهر مبادراته الخيرية أن رسالته تتجاوز حدود المصنع والمخبر، لتمس المجتمع بكل فئاته، وتعكس نموذجًا راقيًا للمستثمر الوطني الذي يربح بقيمه كما يربح بأرقامه.
لقد نجح عبد الحميد شرفاوي في أن يجعل من الدواء مشروع سيادة، ومن المصنع مشروع أمل، ومن الاستثمار قصة إنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 + 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى