
بينما تحتفل المملكة المتحدة بمرور 70 عاما على اعتلاء الملكة إليزابيث الثانية عرش البلاد، أصبحت الملكة بمثابة حجر زاوية راسخ في بنيان البلاد، ومرآة للأمة.
في عام 2002، وفي الخطاب التي ألقته بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لجلوسها على العرش، وصفت الملكة دورها بأنه يتمثل في كونها “دليلا لهذه المملكة خلال الأوقات المتغيرة”.
واعترفت بأن “التغيير صار متواصلا، وبات التكيف معه بمثابة حقل معرفي متشعب”.
تمثل هذه الكلمات التحدي الذي وضعته الملكة لنفسها، ألا وهو جعل الاتساق والاستقامة والوفاء سمات رئيسية لملكها، وصقل صورتها كملكة يمكن الاعتماد عليها والوثوق بها.
قالت الملكة: “بما أننا لم نعد قوة استعمارية، ما نزال نحاول أن نتقبل ما يعنيه ذلك بالنسبة لنا وبالنسبة لعلاقاتنا مع باقي أنحاء العالم”.
منحت الملكة دعمها لرابطة “كومنولث الأمم” التي جمعت بين بريطانيا ومستعمراتها السابقة.
عن هذه الرابطة قالت الملكة خلال رسالة أعياد الميلاد التي وجهتها للأمة عام 1953: “الكومنولث لا يشبه بأي شكل من الأشكال إمبراطوريات الماضي. إنه تصور جديد تماما، مبني على أسمى الصفات والمعاني الإنسانية: الصداقة والوفاء والرغبة في الحرية والسلام”.
تشير هذه الكلمات إلى أن الملكة أدركت أن العائلة الملكية والبلاد كانا بحاجة إلى التكيف مع حساسيات ما بعد الحرب، ومع قيم دولية كالمساواة والاستقلال، ومع انحسار الاستعمارية.
كان السماح لنفسها بأن تصبح رئيسة شرفية للكومنولث ينطوي على بعض المخاطر.
فبالنسبة لبعضهم، كانت الرابطة ترمز لاضمحلال النفوذ البريطاني عالميا. كما تزامنت الأعوام الأولى للكومنولث مع توترات نتجت عن وصول مهاجرين من مستعمرات سابقة إلى المملكة المتحدة.
لكن حماس الملكة لم يفتر، بل تعهدت بأنها “لهذا المفهوم الجديد للشراكة المتساوية للأمم والأعراق سأكرس نفسي قلبا وقالبا في كل يوم من أيام حياتي”.
أوقات مضطربة
في عام 1974، العام الذي شهد قصر استهلاك الكهرباء على 3 أيام في الأسبوع، والذي شهد ارتفاع معدل التضخم بشكل كبير، وإجراء الانتخابات العامة مرتين، فضلا عن حملة تفجيرات نفذها الجيش الجمهوري الأيرلندي على الأراضي البريطانية، في ذلك العام، ارتأت الملكة، مجددا، أن دورها يجب أن يتمثل في منح الأمل ورفع المعنويات.