ما يجب أن يقال: أردوغان والحكمة المقدسة ؟ !

تحول متحف “آيا صوفيا” إلى مسجد من جديد بفضل مرسوم رئاسي وقعه الرئيس التركي “رجب الطيب أردوغان” وبقرار من المحكمة الإدارية عادت الكنيسة الأرثوذوكسية “آيا صوفيا” التي تعني باليونانية ‘الحكمة المقدسة”، هذه الكنيسة التي اشتراها في الماضي السلطان التركي “محمد الفاتح” من الرهبان المسيحيين من حر ماله وحولها إلى مسجد يرفع فيه الآذان ويذكر فيه اسم الله.
هذا التحول أثار موجة غضب لدى المجتمع المسيحي في العالم ولدى الأمين العام الأممي أنطونيو قوتيراس، وخاصة اليونان التي تحاول تجنيد المجتمع الدولي ضد تركيا، لكن الرئيس التركي يؤكد أنه لاعب ماهر للشطرنج السياسي.
فبعد باخرة مرمرة التي ظهرت فيما بعد أنها فخ إسرائيلي، ها هو يعيد الكرّة مع كنيسة “آيا صوفيا” لإرباك اليونان والعبث بشرفه التاريخي ومحاولة إبعاده من التقارب المصري اليوناني الخاص بالملف الليبي وإبعاد اليونان من التنقيب على الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط وإعادة شحن معنويات المسلمين وجمعهم حول شخصه كخليفة للمسلمين في زمن بحث العرب والمسلمين عن زعيم مسلم يعيد لهم تاريخ أسلافهم في صراع الحضارات القائم اليوم، والتفاوض مع الاتحاد الأوروبي من موقع قوة خاصة مع وجود الكنيسة أو المسجد الحالي في الضفة الأوروبية لإسطنبول.
فهل ستكون الحكمة المقدسة هي بداية استيقاظ المسلمين أم أن “آيا صوفيا” هي نصر افتراضي لا يختلف على سفينة “مرمرة’ التي عجزت عن عبور شواطئ غزة، بينما نجح في 1973 الجنرال “سعد الدين الشاذلي” من عبور خط بارليف الأسطوري بدون هيلمان إعلامي.
وقد يبقى أردوغان حائرا بين غضب الجغرافيا ونقمة التاريخ وكوابيس “كمال أتاتورك” التي تؤرق نومه، بينما هو يفضل أحلام اليقظة وعودة الإمبراطورية العثمانية ونجاحات السلطان سليمان بعيدا عن حريم السلطان.



