حديث الإثنين: المغرب و فخ الكركرات

المتتبع لمسارات القضية الصحراوية منذ العام 1975 يدرك جيدا ان الكركرات لم تكن يوما مطلبا اساسيا للشعب الصحراوي بقدر ما كان المطلب الأكبر تقرير المصير و التخلص من الاحتلال و لكن الكركرات ثغرة كتبت قصة من ذهب في تاريخ القضية الصحراوية و سمحت لجبهة البوليساريو أن تتنفس من جديد و تكسر قيود إتفاق كبل الأيادي منذ العام 1991 فتصدرت المشهد الإعلامي و سطرت الحدث الدولي و الاهتمام العالمي .
توهم المغرب أن الثغرات الثلاث في الكركرات قصة أطفال محدودة الزمان و المكان , و في غفلة عن العالم المنشغل بكورونا و جدل الانتخابات الأمريكية طوق المدنيين المعتصمين و زف للمغاربة خبر تأمين المعبر لكنه وقع في سوء تقدير للموقف و جهل كلي بالمعطيات على الأرض و النتيجة هدية من ذهب لجبهة البوليساريو بعدما خسر سنوات من الأريحية السياسية و العسكرية و الإستفادة من نهب ممنهج للثروات مدعوما داخل مجلس الأمن و مدفوعا بحسابات ظرفية ضيقة
إشتعلت النيران في الصحراء و تكبدت المملكة خسائر في البشر و العتاد و لم يعد المرور عبر الثغرات كما كان و النتيجة أن المجتمع الدولي الذي غيب القضية و طواها صار يبدي المواقف بشأنها بل و يطالب بضبط النفس و العودة الى طريق المفاوضات و الحل السياسي بعد إعلان الجبهة التخلي رسميا عن إتفاق وقف إطلاق النار و هو ما ترجمته بيانات الأمم المتحدة و كبريات العواصم العالمية .
ما يحدث في الصحراء الغربية مفتوح على كل الإحتمالات و السيناريوهات لكن المؤكد أن الأمم المتحدة لن تكتفي هذه المرة بتمديد بعثة المينورسو و لن تتماطل في تعيين مبعوثها إلى المنطقة لأنها ستكون تحت ضغط الأحداث و حرج التعامل مح تصعيد قد ينذر بحرب لن تكون في صالح المغرب و لا المنطقة و لا أوروبا الرافضة لجبهة أخرى بعد ليبيا في المتوسط .
كريم بوسالم



