ما يجب أن يقال: فرنسا وسفاري2 ؟ !

ما يحدث اليوم في ليبيا وفي شرق المتوسط من تشنجات ومناوشات سياسية وعسكرية يؤكد على النوايا الحقيقية لما بعد التطبيع ، ولما بعد ليبيا ، وخاصة للخريطة الجيوسياسية للقارة الإفريقية التي تحاول فرنسا أن تعيد رسمها وفق أجندة مستقبلية ظاهرها سياسي اقتصادي وباطنها أمني استخباراتي من خلال إعادة بعث نادي سفاري .
هذا النادي أو التجمع بين عدة استخبارات دولية مثلما حدث في 1976 والذي أسسه “ألكسندر دي مرانش” رئيس هيئة أمن الدولة الفرنسية ومكافحة التجسس سابقا ، بأمر من فرنسا التي كانت في الماضي تحتل أجزاء كبيرة من إفريقيا ، ولازالت تعتبر قارة إفريقيا منطقة نفوذ فرنسي في نهب الثروات أو في استمرار الهيمنة السياسية والثقافية في إطار ما يسمى ” الفرنكوفونية” فتأسيس هذا النادي “سفاري” في 1976 كان بحجة مكافحة المد الشيوعي في إفريقيا وبمباركة من ال . و . م. أ ، وكان يظم كل من السعودية المغرب ، مصر ، إيران وفرنسا وكانت هنالك كما كانت أنذاك محاولات فاشلة للاتصال بالجزائر التي رفضت العرض ولم يستجيب الرئيس الراحل هواري بومدين لدعوات هذا النادي الذي كان يظم في صفوفه كل من الشيخ أدهم كمال مدير المخابرات السعودية ، والجنرال نعمة الله ناصري رئيس S.A.V.A.C المخابرات الإيرانية في عهد “الشاه” وكمال حسن علي قائد المخابرات المصرية وأحمد الديلمي رئيس المخابرات المغربية وكانت مهام نادي سفاري هو القيام بمهام خطيرة وأعمال قذرة في إفريقيا من انقلابات وتأثير مباشر في صناعة القرار.
اليوم نفس الشيء نلاحظه من خلال التحالف الفرنسي المصري والمغربي والإماراتي، السعودي بحجة وقف المد التركي ، الصيني والروسي في إفريقيا لصالح نادي سفاري 2 ومن أجل اقتسام الغنائم في ليبيا والتأثير في القضية الصحراوية من خلال فتح قنصليات في مدينة العيون المحتلة وإجراء أنشطة ثقافية في مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة واللعب في الساحل الإفريقي وكلها أساليب وأعمال نادي سفاري الذي تأسس في 1976 إلى غاية 1983 بحجة مكافحة المد الشيوعي ، فالتاريخ يعيد نفسه وفرنسا هي فرنسا. وإفريقيا هي إفريقيا.
بقلم جمال بن علي



