العالم العربي .. نفاق ، شقاق وخيانة ؟ !

تأجيل القمة العربية المزمع عقدها بالجزائر هو تحصيل حاصل لما يعيشه العالم العربي اليوم من شقاق ونفاق وتفرقة وهذا لعدة أسباب أهمها ، الجيل الجديد من الحكام العرب خاصة لدى الدول الخليجية ، جيل درس في الولايات المتحدة الأمريكية لا يعترف لا بالمبادئ ولا بالقيم، همه المصالح حتى لو اضطر الأمر إلى التحالف مع الشيطان لا يعترف لا بالقومية العربية ولا بصلة الدين والعرق وكأنها شعارات أكل عليها الدهر وشرب.
وما الاتفاقيات الإبراهيمية بين قوسين أو بالأحرى التطبيع مع الكيان الصهيوني على حساب شهداء الأمة لخير دليل على التحول الجذري في المفاهيم والرؤى لدى القيادات الخليجية.
الجزائر كانت متأكدة أن القمة العربية لا يمكن عقدها في ظل الظروف الراهنة في اليمن الجريح وتأجيل الإنتخابات في ليبيا والمساومات السعودية القطرية على الحضور السوري ، والتضامن الخليجي مع المخزن كلّها عوامل وأسباب أدّت إلى تأجيل أو حتى إلغاء القمة العربية في ظل صمت وغياب كلي للجامعة العربية التي باركت التطبيع الشامل مع الكيان الصهيوني.
هذه الجامعة التي أصبحت قوقعة فارغة ومكتب علاقات عامة لا أكثر ، فتأجيل القمة العربية أو حتى إلغاؤها لا يقدم ولا يؤخر في الراهن العربي في ظل التحالفات الجيوإستراتيجية وتقاطع المصالح وغلبة الأنا على حساب المصالح القومية خاصة مع دخول إسرائيل على الخط وإملاءاتها السرية المعلنة وفق أجندة الموساد ومخابرTHINK TANK الإسرائيلية في رسم خارطة العالم العربي الجديدة التي لا مكان فيها للدول الوطنية ولا للدبلوماسية البراغماتية وإنما المكان لدبلوماسية الأنانية لصالح إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ، وحتى الحروب أصبحت حروب بالوكالة والقادم أسوء في ظل صراع الدول العربية المطبعة والدول القومية أو بما يعرف بدول الممانعة واللاّءات الثلاثة: لا تطبيع لا تفاوض لا سلام.