حديث الإثنين: سباق اللقاحات …الحرب السرية

بعد عام من ظهور أول حالة كورونا عبر العالم و مع استمرار الفيروس اللعين في حصد الأرواح و تكريس النكبات الصحية و الاقتصادية و الاجتماعية , بدأت معالم سباق محموم لتقديم اللقاح المناسب للبشرية حيث تسارع الدول لتطوير اول لقاح فعال مضاد للفيروس و من الطبيعي أن الدولة التي سيعود لها سبق الإكتشاف ستحظى بتقدير عالمي كبير ناهيك عن الأرباح التي ستجنيها من اللقاح الذي ينتظره الملايين .
و مع هذا السباق المحموم اندلعت معركة جديدة لا يتورع فيها أي طرف عن تسديد أي نوع من الضربات لمنافسيه لان ثمة حسابات سياسية و إستراتجية متعلقة بالامن القومي منها البيانات المتعلقة بالمرضى و التجارب العلاجية التي ستكون سلاحا من نوع اخر و الأهم من ذلك الريادة العالمية في مجال الطب و البحث العالمي و الحصول على أرباح مالية خيالية .
اليوم تحاول الصين أن تكون في الصدارة و هي التي سجلت أول حالة العام الماضي و تملك من الخبرة البيولوجية الكثير لتكرس واقع قوة ناعمة عظمى حتى إن تطلب الامر التعاقد مع مختلف جامعات العالم كما تحول الامر لدى الروس إلى سباقٍ لا يقل ضراوة عن سباق التسلح إبّان فترة الحرب الباردة وهو ما جعل بوتين يطلق على اللقاح اسم “سبوتنيك 5″،للدلالة على رمزية *سبوتنيك 1* في خمسينيات القرن الماضي
في الولايات المتحدة أخذ السباق صبغة سياسية رئاسية و هو ما إضطر الرئيس ترامب الى محاولة الحصول على اللقاح بأي ثمن للبقاء في البيت الأبيض غير ان الفيروس كان اقوى و كان سببا في هزيمته . أما أوروبا المتراجعة أصلا فتسارع الزمن لاقتناء اللقاح في محاولة لإنقاذ إقتصادياتها و ضجر شعوبها .
و مع كل هذا تقف البشرية منهكة حائرة ترى من تصدق؟ و على من تعول ؟ على اللقاح الأمريكي الألماني لفايزر و بيونتك ام على أكسفورد البريطاني ام على سبوتنيك الروسي ام على سينوفاك الصيني ؟ و ماذا لو تبين ان الإعلان عن كل هذه اللقاحات لم يكن الا سباقا سياسيا محموما لان الدواء قد لا يكون غدا.
يقلم كريم بوسالم
السلام عليكم اخي الكريم
نتمني المزيد من المقالات عن الجزائر والتلقيح هل مت جديد عندكم من فضلكم.
تحياتي