ما يجب أن يقال: الــو.م.أ والـسيـرك الدبـلـومـاسـي
غزة تُدمّر وتُمسح من الخريطة وشعبها يُقتّل ويُجوّع ويُهجّر من طرف الجيش الصهيوني، والو.م.أ لا زالت تمارس حق الفيتو في مجلس الأمن ضد وقف إطلاق النار في غزة ، مما معناه المساندة الكاملة للإبادة الجماعية في غزة ، ووزير خارجيتها أنتوني بلينكن كذلك لا زال يمارس دور ” البلياتشو ” في سيرك دبلوماسي مفضوح مداخله تُصبّ في رصيد الكيان الصهيوني .
سيرك فيه كل شيء من القفز على حقائق التاريخ والجغرافيا إلى التهريج والترهيب ، ليبقى الحال على حاله، وتبقى إسرائيل وجيشها الهمجي يقتل الأطفال والنساء ويدمر المستشفيات ، ولا زال المستوطنون في الضفة الغربية يقتلون ويستولون على أراضي الفلسطينيين في سابقة لم يعرفها التاريخ ، كل هذا بدأ بعبارة بلينكن الشهيرة بعد السابع من أكتوبر ، والذي قال فيه : “جئت لإسرائيل بصفتي يهوديا ولست أمريكيا” ، تصريح كشف عورات الإستابلشمنت في دعمه لإسرائيل المارقة ، وتأكد الإنحياز المفضوح ، ممارسات سياسوية مكشوفة لم يقم بها حتى الداهية هنري كيسنجر في 1967 و 1973 ، فكان أكثر ذكاء وحكمة من الهاوي بلينكن ، فصقور الإدارة الأمريكية يعرفون جيدا أن بايدن أكثر صهيونية من ناتنياهو وأن السياسة الخارجية لإسرائيل هي السياسة الخارجية لأمريكا ، لأن المعروف في علم الدبلوماسية، أن السياسة الخارجية لإسرائيل هي سياسة داخلية وأن إسرائيل ليس لديها سياسة خارجية ، لأنها دولة تأسست على بروتوكولات بني صهيون والتي تعتمد على السياسة الأمنية والعسكرية ، فهذا العدوان جعل بايدن يزايد على ترامب التي تعتبر إسرائيل منطقة نفوذه وهو عراب الإتفاقيات الإبراهيمية المشؤومة ، فبايدن ووزير خارجيته بلينكن يزايدان على ترامب وصهره كوشنر في سباق الرئاسيات المقبلة ، وكل هذه المزايدات تصب لصالح الحملة الإنتخابية واللوبي الإسرائيلي ومؤسسة آيباك – A.i.p.a.c ، وأذرعها الإعلامية والمالية والتي ستصبح في خدمة من يتطرف أكثر وينزلق بالقيم الأمريكية والمبادئ الإنسانية نحو هاوية البيت الأبيض بعد انتخابات سيجد فيها الناخب الأمريكي نفسه مجبرا على الاختيار بين الطاعون والكوليرا، والضحية ستكون حتما فلسطين وأطفالها في حرب عالمية ثالثة غير معلنة ستأسس لنظام عالمي جديد بعد معركة كسر العظام بين الصين و الو.م.أ و الحرب الروسية الأوكرانية في تحالف روسي صيني أمام أمريكي بريطاني قد يغير الخريطة الجيوسياسية للعالم ، عالم لا يعترف بالأحلام ولا الأمنيات ، عالم لا ضمير له ولا أخلاق ، شعاره لا عداوة دائمة بل مصالح دائمة.