مـا يـجـب أن يقـال: الساحل والرقص فوق الرمال المتحركة
كانت ولا زالت الجزائر تولي أهمية بالغة لدول الساحل الإفريقي كما رافعت من قبل من أجل تنمية مناطق الساحل وضد التواجد العسكري الأجنبي، و كذلك كانت سبّاقة للصلح بين قبائل هذه الدول من أجل الاستقرار وحقنا للدماء.
وهذا نابع من مبادئ الجزائر في علاقاتها مع الغير ومن أجل حسن الجوار، لكن بالمقابل قوى الشر وعصابات الأمم التي تهوى الرقص فوق الرمال المتحركة وتعمل بالوكالة لمحور التطبيع والصهيونية تريد زعزعة استقرار الساحل وخلط الأوراق خدمة لأجندات دولية من أجل مصالح جيواستراتيجية تتقاطع فيها مصالح الكبار في حروب النفوذ والضربات الاستباقية في مناطق محايدة.
فحروب الوكالة أصبحت تقوم بها شرذمة من أمراء خليج “نعمة” في شكل عصابات وقطاع طرق همهم الأموال والسباق نحو قمة الأثرياء في تحالف مفضوح مع أجهزة الاستخبارات الدولية وأباطرة السلاح وتجار الموت والدمار وشركات الأمن، تحالف سيشعل المنطقة خاصة مع كثرة الانقلابات والفساد المالي والسياسي لبعض الانقلابيين وحبهم للمال وتعطشهم للسلطة
فبارونات المخدرات من جانب المخزن الذي يعيش حرب البلاط مع الديوان الملكي والمد الصهيوني وشرذمة التطبيع الخليجية وميليشيات حفتر ومرتزقة إمارات الفساد والخيانة، كلها أدوات تريد أفغنة الساحل واللعب بعيدا عن خيمها ببيادق الغدر والعمالة، وهذا ما تعرفه الجزائر وحذّرت منه مرارا وتكرارا.
ولكن الجزائر لا مصالح لها في الساحل سوى الحرص على استقرار المنطقة وحسن الجوار وحماية لحدودنا الجنوبية التي تبقى خطا أحمر لكل من تسول له نفسه العبث باستقرار الساحل وأمنه، فالجزائر لا تتدخل في شؤون الآخرين لكنها تبقى قبلة للشرفاء والأحرار أسوة بتاريخها المجيد المبني على مبادئ لا تحيد عنها ولا تخشى لومة لائم في ذلك وتعصف بكل مغامر يريد أن يعرف من هي الجزائر.
وليسأل التاريخ عنّا فالتاريخ لا يسجل إلا بطولات الأحرار.